الخميس، 31 يناير 2013

من بورسعيدى إلى «رئيس الإخوان»: «يا ترحل.. يا نستقل»

 محمد مجدي 
محمد مجدي
شاب عشرينى لا علاقة له بالأحداث سوى أنه مواطن بورسعيدى تابع ما جرى، بداية من المذبحة، مروراً بصدور الحكم، وانتهاءً بخطاب الرئيس، ولم يملك خلال هذا كله سوى الشعور بالغُبن، وأن بورسعيد أصبحت بلا رئيس.
محمد مجدى، الشاب الأبريلى «عضو بحركة 6 أبريل» يقول إن الأمور تسير بصورة خاطئة بداية من اعتقال شباب لا علاقة لهم بالأحداث، وانتهاءً بوصم أهل بورسعيد بأنهم ضد القصاص، رغم أنهم أول من يطلبونه، خصوصاً بعد الأحداث الأخيرة.
ويؤكد: «أنا واحد عايش فى بورسعيد، وحاسس باللى أهلى شايفينه، وحاسينه، فيه تحامُل علينا، وتضحية بالمتهمين لتهدئة ألتراس الأهلى عشان كانوا هيخربوا البلد»، هكذا يرى الشاب الأبريلى، مؤكداً أن أهل بورسعيد لا يملكون التأثير القوى الذى هدّد به ألتراس الأهلى، وأن ذلك هو السبب وراء ثورة البورسعيدية، الذين هالهم أن يُعدم 21 من أبنائهم، فيما لم يحاكم ضابط واحد، أو شخص من الرؤوس الكبرى المدبرة، حسب وصفه.
ويضيف: «أهالى البلد كلهم ثايرين، مش ألتراس المصرى بس، فى البداية الناس كانوا عند السجن، بالآلاف مش خايفين الموت، الأهالى اتعمدت تضرب فى أبراج المراقبة بتاعة الشرطة عشان مايضربوهمش، البلد فى حالة انهيار أمنى كامل، وبمجرد صدور الحكم كل المحلات قفلت، وكل اللى عنده مشروع قفله وفى نص ساعة كانوا عند السجن، اللى عارف حد عنده سلاح أبيض أو آلى قالّه يجهزه، البلد كلها اتحالفت مع بعضها، صحيح هو تحالُف غلط، لكن الظروف قادتهم إليه، الشعارات بتاعة استقلال بورسعيد اشتدت، وفى أقل من تلات دقايق بقى فيه تحالف شعبى كامل، وبعد الخطاب اللى كان فى بيته وماشتركش فى الأحداث نزل».
يقول الشاب البورسعيدى: «باختصار، العداء هنا شديد، فين محاكمة قوات الشرطة المتسبّبة فى المذبحة؟ فين التحقيقات مع المجلس العسكرى رغم دورهم الأساسى؟ بيحكم على مجموعة وسايب مجموعة أخرى هتبقى تهمتهم تقصير وإهمال فى العمل أدى إلى قتل، يعنى 6 شهور. أيام مبارك كنا محافظة مهملة ومنسية، وأيام مرسى زاد الإهمال والنكران، لدرجة إنه زار محافظات مصر، وراح السويس مافكرش ييجى هنا يشوف مالنا، الأحزاب السياسية أثبتت فشلها ومالهاش وجود فى الشارع، ومافيش رموز تطرح حلول. محافظة كاملة مافيهاش أمان ولا فيها عدل، وشعب بورسعيد كله اتحول لكبش فدا علشان يرضوا الأهلى».
يضيف الشاب البورسعيدى: «كل ما مضى كوم، وما تلا خطاب الرئيس محمد مرسى الأخير كوم آخر، يكفى أن الرئيس بمجرد انتهاء خطابه، الشباب فى بلدنا اتفقوا إنهم هيعملوا دورة كورة عند مكان الاستاد من الساعة 9 مساءً وحتى 7 صباحاً، ونفس الكلام فى الإسماعيلية، وهذا كان رأى الشعب عن الرئيس وقراراته».
الأحداث المتوالية والسريعة أعجزت الناشط الشاب عن فهم ما يجرى، يقول: «القاهرة لحد دلوقتى فيها ضرب، إسكندرية والعة، المحلة شايطة، سينا بايظة، الجمهورية واقعة، مش عارف إشمعنى احنا اللى اختارنا لحظر التجول، أعتقد هو بيمهد بقراره ده لحاجة لها علاقة بقناة السويس، والمشاريع اللى بيقولوا إنهم عاوزين يعملوها، ماعدش فيه أى نوع من الثقة، يكفى إنه مات قدام قصره، فوق الـ11 مصرى وماتحركش، وهنا لحد دلوقتى مات يوم السبت 31 ويوم الأحد فى جنازتهم 7، ويوم الاتنين 8 ماتوا من المصابين من اللى بيتعالجوا فى المستشفيات العسكرية، ده غير أكتر من 620 مصاب، والاشتباكات لسه شغالة عند قسم العرب لحد دلوقتى».
اتخذ محمد مجدى قراره عقب خطاب الرئيس: «هانزل أعترض مع الناس، وأنادى معاهم يرحل، كفاية أوى 7 شهور حصل فيهم كل ده، ماعدش فيه قعاد أكتر من كده، حرام، مبارك ماعملش اللى هو عمله، بالعكس، مرسى جر شريط مبارك كله فى الكوارث، وبإبداع كمان، ماعدش رئيس مصر، ولا رئيس بورسعيد، هو رئيس الإخوان ورئيس لحماس، إنما إحنا استكفينا».
يؤكد الشاب أن حدة الغضب ازدادت فى أعقاب الخطاب لدرجة جعلت المتظاهرين يخيّرون مرسى بين أمرين، إما أن يرحل وحكومته الفاشلة، على حد تعبيرهم، وإما يكمل سنواته الأربع دون أن يعتبر بورسعيد جزءاً من مصر: «الشارع فى بورسعيد كانت الأغلبية مابتحبش الإخوان، لكن كان فيه نوع من التماس العذر لمرسى، بعد الأحداث وخطابه اختفت تماماً نغمة إعطوه فرصة، والتصعيد ضد الحكومة بقى مطلب شعبى، لا عاد رئيسنا ولا عُدنا فى مسئوليته، كفاية عك وكوارث لحد كده».
الوطن | من بورسعيدى إلى «رئيس الإخوان»: «يا ترحل.. يا نستقل»