الخميس، 31 يناير 2013

البدرى فرغلى: مدن القناة «رهن الاعتقال» بأمر الرئاسة والإخوان سيحكمون البلاد بـ«الحديد والنار»

المدينة الباسلة تدفع الثمن غالياً جداً بسبب هذه القرارات.. والشعب يستطيع أن يخلصنا من «كابوس» النظام الحالى 
البدري فرغلي 
 البدري فرغلي
قال البدرى فرغلى، نائب مجلس الشعب السابق عن حزب التجمع بمحافظة بورسعيد ورئيس النقابة العامة لأصحاب المعاشات، فى حواره لـ«الوطن»، إنه يوجد حاليا فى مصر 3 محافظات «مسجونة» بأمر الرئيس، مؤكداً أن أسوأ ما تمر به هذه المحافظات الآن هو توقف الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية تماما، حتى إن الأهالى لا يجدون الكثير من السلع الغذائية.
وأضاف فرغلى أن استمرار حظر التجول وفرض حالة الطوارئ على مدن القناة الـ3 لمدة 30 يوما متواصلة هو منتهى الخطورة، وأشار إلى أن المخرج الوحيد لإنقاذ مصر من الكابوس الذى نعيشه (الإخوان) هو الشعب المصرى وشبابه، مؤكداً أن مرسى لن يتنحى عن حكم مصر حتى وإن طالبه بالتنحى الشعب بأكمله.
* بداية.. ما تقييمك لكلمة الرئيس محمد مرسى؟
- كلمته شكلت صدمة لمدن القناة خاصة بورسعيد، وإن لم تكن خارج المتوقع، ولكن الأهم أنه أعلن صراحة أنه أصدر التعليمات للشرطة كى تأخذ منا هذا الموقف، وهذا هو الجديد، نحن فقدنا حتى الآن نحو 50 شهيدا فى بورسعيد.
* ماذا يعنى لك قرار فرض حالة الطوارئ على مدن القناة؟
- القرار يعنى إلغاء حياتنا المدنية، ولم يعد لنا قانون ولا قاض ولا محام، فقد عزلنا سياسيا، وأصبحنا الآن تحت رحمة الأجهزة الأمنية، فالـ3 مدن فى المعتقل الآن.
السويس وبورسعيد والإسماعيلية تتساءل حالياً: «لماذا مدن (القنال) الثلاث؟».. ودول إقليمية تحاول أن تفرض نفوذها على قناة السويس
* وكيف ترى فرض حظر التجول؟
- فرض حظر التجول هو الأسوأ الآن بالنسبة لنا جميعا كسكان لمدن القناة، فمثلا إذا تحدثت عن المدينة التى أقطنها، وهى مدينة بورسعيد، فهى متوقفة تماما، وكل من السويس وبورسعيد والإسماعيلية متوقفة.
* هل نستطيع أن نرصد تأثير كلمة الرئيس المباشرة على الأسواق والشارع؟
- طبعا، فالذى يؤكد خطورة فرض حظر التجول هو ارتفاع أسعار السلع الغذائية بشكل مبالغ فيه، بل إن كثيراً من هذه السلع اختفى تماما من الأسواق، حيث إننا نستورد كافة السلع الغذائية من المحافظات لأننا مدن غير منتجة غذائيا، يضاف إلى هذا أن علاج المرضى يتوقف الساعة 9 مساء، فعلى كل من يمرض ليلا ألا يأمل فى إيجاد علاج حتى ميعاد فك الحظر، أيضاً الحياة الاجتماعية والسياسية فى بورسعيد توقفت تماما، فلم تعد هناك أى معاملات، والناس تكمن فى بيوتها خائفة لا تعلم ما الذى يمكن أن يحدث فى الغد.
* هل تكمن الخطورة فى استمرار فرض حظر التجول وحالة الطوارئ لمدة 30 يوما متواصلة؟
- طبعا لأن مدة 30 يوما ليست قصيرة، وهذا خطير للغاية وتأثيراته السلبية قد لا نستطيع تداركها، خاصة أن مثل هذه القرارات لم نشهدها من قبل طوال تاريخ مصر، حتى فى أثناء احتلال الإنجليز لنا.
* ما التساؤلات التى يتداولها أهالى مدن القناة الآن بعد هذه القرارات؟
- السؤال الذى يطرح نفسه الآن هو: لماذا قناة السويس؟ ولماذا مدن «القنال» فى هذا التوقيت الصعب للغاية؟ فالقنال أصبحت عرضة الآن للكلام، وهى تمثل الرمز الوطنى لجمهورية مصر العربية وللشعب المصرى، ولماذا أيضاً يفرض حظر التجول وحالة الطوارئ على قناة السويس والإسماعيلية وبورسعيد فى توقيت واحد الآن، وهو التوقيت الذى أثيرت فيه المخاوف والكلام عن مصير القناة فى الحاضر والمستقبل، وبعض الدول الإقليمية تحاول أن تفرض نفوذها على قناة السويس، وبالتالى لماذا الآن؟ أيضاً لماذا فى مدن القناة تحديدا والمشاكل التى تواجهها هى نفس المشاكل الموجودة فى المحافظات الأخرى، فلماذا هذه الطريقة الصعبة للغاية فى معالجة تلك المشاكل وكأنها نوع من العقاب الجماعى لسكان المدن الثلاث؟
حظر التجول أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية بشكل مبالغ فيه.. وبعضها اختفى تماماً من الأسواق.. والكارثة أن علاج المرضى يتوقف فى التاسعة مساء
* هل يختلف تأثير هذه القرارات على مدينة بورسعيد عن الإسماعيلية والسويس؟
- طبعا، فمدينة بورسعيد تدفع الثمن غاليا جدا بسبب هذه القرارات، لأنها بلد تجارية، ولكن فى ذات الوقت لا نستطيع أن نغفل وضع مدينة قناة السويس وهى مدينة ملاحية والعاملون بها مصابون بالقلق الشديد، لأن نظام عملهم ورديات ليلاً ونهاراً، ما يعنى أن جميع ورديات الليل ستتوقف وهو ما يمثل خطورة شديدة.
* قلت فى بداية حديثنا إن جميع سكان المدينة معتقلون؟
- قانون الطوارئ ما هو إلا سجن، لأن الرئيس مرسى أعطى الشرطة كل الإجراءات وحرية التصرف، فهى الآن تستطيع أن تعتقل وتحبس دون العرض على نيابة أو تحقيق أو محكمة.
* فى رأيك.. ما الهدف من فرض هذه القرارات أو ما الثمار التى سيحصدها النظام؟
- لا شىء، لن يحصل على شىء من هذه القرارات، بل هو زاد النار اشتعالا، بل والأكثر من ذلك أنه الآن يوجد تعاطف شديد من قبل جميع محافظات الجمهورية نحو مدن القناة.
* وما الآثار التى ستترتب على هذا التعاطف؟
- تم الاتفاق على أن تأتى وفود كثيرة من جميع المحافظات لمدينة بورسعيد لتعلن تضامنها مع أهلها، يوم الثلاثاء المقبل.
* أعلنت بعض القوى فى بورسعيد أنها ستخرق حظر التجول.. ما الذى سيحدث فى رأيك؟
- نعم أعلنت بعض القوى فى بورسعيد أنها ستخرج فى الساعة التاسعة، وهو ميعاد فرض الحظر، فى مظاهرات وثورات لخرق حظر التجول، ولا أستطيع أن أتنبأ بتوقعات معينة، لأن حركة الجماهير عادة لا توجد فيها توقعات، وحالة الاحتقان الشديدة الموجودة حاليا لدى مواطنى محافظة بورسعيد تؤكد أن هذا هو الخطر بعينه.
* كيف قرأت رفض جبهة الإنقاذ حضور الحوار الذى دعا له الرئيس؟
- أولا، جبهة الإنقاذ لو كانت قبلت الحوار فكانت ستتحاور على جثث منطقة القناة، ورفضها للحوار هو دعم لموقف مدن القناة، فكيف تتحاور جبهة الإنقاذ وهناك ثلاث محافظات أصبحت أسرى الآن وفى سجن كبير.
جبهة الإنقاذ لو قبلت الحوار كانت ستتحاور على جثث منطقة القناة.. ولا أحد يستطيع أن يملى على الشعب الطريقة التى سيخلصنا بها من كابوس الإخوان
* ما الحل إذن من وجهة نظرك؟
- لا يوجد حل، لأن الإخوان لن يتنازلوا عما حققوه، لن يتنازلوا عن حكم البلاد بالحديد والنار، ولن يتنازلوا عما استولوا عليه، ولن يتنازلوا عما خدعوا به الشعب واستيلائهم على أصواتهم وأصوات القوى المدنية بحجة أنهم فصيل ثورى وأنهم أقصوا جميع القوى الثورية عنهم فقد سرقوا الثورة واستولوا عليها، لن تجدى أى أعمال حوارية أو ديمقراطية مع هذه الجماعة، فقد خدعتنا جميعا لسنوات طويلة من العمر على أنها جماعة ديمقراطية وهذه الخدعة اكتشفها الشعب المصرى الآن ويلفظها.
* إذن، ما المخرج؟
- المخرج الوحيد فى يد الجماهير، فلا أحد الآن، لا جبهة الإنقاذ ولا القوى السياسية، بل الشباب المصرى هو وحده طليعة هذا الشعب، وهو الوحيد الذى يستطيع أن يخلصنا من هذا الكابوس.
* هل أنت مع من ينادون بتنحى الرئيس محمد مرسى؟
- محمد مرسى لن يتنحى حتى وإن طالبه الـ95 مليون مواطن مصرى بالتنحى، حتى وإن تنحوا هم فهو لن يتنحى، فالإخوان حققوا هدفهم على حساب الشعب المصرى، وعلى الشعب أن يخلصنا من هذا الكابوس.
* وما الآلية التى يمكن للشعب اتباعها لتخليص مصر؟
- لن أستطيع أن أملى على الشعب المصرى الطريقة التى يتبعها ليخلصنا من كابوس الإخوان، فالشعب المصرى هو وحده الذى يعلم الطريقة فهو كما استطاع إسقاط أعتى نظام فى الماضى وبخسائر محدودة جدا عليه أن يخلصنا من النظام الحالى، إننا نبحث عن الحرية والعدالة الاجتماعية، هذا النظام سلب منا حتى ما كان لدينا من حرية حتى ما كان فى حوزتنا من عدالة اجتماعية، حتى ما حققناه فى نظام مبارك نفسه سلبوه منا وراح فى هذا النظام الحالى.
* هل ستنزل مع الذين سيخرقون حظر التجول؟
- لا تسألونى عن موقفى الشخصى.
* لماذا؟
- لأننى شخصيا مستهدف.
الوطن | البدرى فرغلى: مدن القناة «رهن الاعتقال» بأمر الرئاسة والإخوان سيحكمون البلاد بـ«الحديد والنار»